التواصل غير اللفظي في المجال التربوي

التواصل غير اللفظي في المجال التربوي:

نحو رؤية شمولية للتواصل البيداغوجي

د.محمد التهامي العماري*

صار التدريس اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، مهنة تعتمد أساسا على التواصل.”[1]

ملخص المقالة

تتوخى هذه المقالة تسليط الضوء على الدور الهام الذي يلعبه التواصل غير اللفظي في مهنة التدريس، سواء بالنسبة للمدرس أو بالنسبة للمتعلم. وهي تنطلق من تعريف التواصل غير اللفظي وإبراز الفرق بينه وبين التواصل اللفظي. وتقدم نبذة عن العلوم والمباحث التي تناولت التواصل غير اللفظي بالدراسة لتخلص إلى إبراز أهميته بالنسبة للمدرس في تدبير التعلمات وخلق جو تربوي ملائم في الفصل وممارسة سلطته التربوية… وتنتهي إلى إبراز أهمية تنمية الكفايات التواصلية غير اللفظية لدى المدرسين المتدربين، وضرورة إدماج هذا الضرب من التوصل في مناهج وبرامج مؤسسات التكوين في كافة الأسلاك.

الكلمات المفاتيح: تواصل لفظي، تواصل غير لفظي، تفاعل بيشخصي، كينزياء، بروكسيميك.

1-تعريف التواصل غير اللفظي ومحدداته:

يعد العصر الذي نعيش فيه عصر التواصل بامتياز؛ إذ لم يسبق للبشرية عبر تاريخها الطويل أن عرفت ثورة مثيلة لما تشهده في العقود الأخيرة في مجال التواصل في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والتربوية… ويمكن التمييز داخل التواصل الإنساني بين مكونين هما التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي.

من الصعب تعريف التواصل غير اللفظي تعريفا جامعا مانعا نظرا لتعدّد تمظهراته وتجلياته. ولعلّ أبسط تعريف له هو أن يُعرَّف بالسلب فيُقال: هو كل تواصل من دون ألفاظ. وبذلك فهو يشمل العناصر اللسانية المصاحبة –كالنبر والتنغيم وشدة الصوت…- والأوضاع الجسدية والإيماء والاتصال عبر النظر وتعابير الوجه وكيفية استعمال الفضاء والمسافة بين المتخاطبين… بل يمكن أن يشمل أيضا كل ما يؤدي دلالة كاللباس والحلاقة ومظاهر الزينة…

يتبين من هذا التعريف أنّ التواصل غير اللفظي يتضمن سلوكات متباينة ومتنوّعة، إلا أن السلوكات الإنسانية غير اللفظية لا تندرج جميعها ضمن التواصل. فلكي يقوم التواصل -كما سلف- ينبغي بثّ رسالة مشفّرة من مرسل إلى مستقبِل، فيقوم بفك رموزها؛ وبذلك لا يعدّ تواصليا السلوكُ الصادر عن شخص منفرد. كما أنّ بعض السلوكات العضوية شأن الأكل والنوم والتنفّس ليست تواصلية. فتحريك الرموش بشكل لا واع مثلا لا يعدّ تواصلا، لأنّ الآخرين لا يعتبرونه كذلك. لكنّ تحريكها للغمز يعدّ سلوكا تواصليا شريطة أن يؤوّله مستقبِلٌ باعتباره علامة دالة.

والحقيقة أن ثمّة ثلاثة محدّدات تتحكم في اعتبار سلوك غير لفظي ما تواصليا، وهي: المصدر والمتلقي ووجهة الرسالة.

أ-المصدر: يحظى المرسل في عملية التواصل بأهمية بالغة. إذ لا يُعتبر السلوك تواصليا إلا بناء على قصد المرسل. فلا تعدّ السلوكات العفوية البيولوجية (غرغرة الأمعاء، العطس مثلا…) سلوكات تواصلية.

ب-المتلقي: يعدّ منظورهحاسما في اعتبار السلوك تواصليا. إذ يكفي أن يؤوّل مستقبلٌ سلوكا باعتباره دالا لكي يصير ذلك السلوك تواصليا، حتى وإن كان عرَضا من الأعراض لم يقصد إليه المرسل (الشحوب أو التثاؤب مثلا).

ويقيم أندرسون (Anderson) تصوره لدور المتلقي على ثلاثة افتراضات: 1-يستلزم التواصل شخصين على الأقل، 2-ليقوم التواصل لا بدّ أن يصدر عن المرسل سلوك ما (مقصودا كان أم غير مقصود)، 3-لا يمكن أن يقوم التواصل إلا إذا وجد متلقّ يدرك هذا السلوك.[2]

ج-الرسالة: أما المحدد المرتبط بالرسالة، فيركّز على طبيعة سلوك كلّ من المرسل والمتلقي. هكذا لا يكون السلوك تواصليا إلا إذا توفّرت فيه الشروط الآتية: 1-أن يتضمّن القصد إلى التواصل، 2-أن يُؤَوَّل على أنه كذلك، 3-أن يكون تداوله شائعا ومتّفقا على معناه داخل جماعة أو ثقافة محددة.[3]

2-بين التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي:

لا مناص من الإشارة بداية إلى أنّ الفصل بين التواصل اللفظي وغير اللفظي هو فصل منهجي لا غير، لأنّ التواصل الإنساني يتّسم بالشمولية والتكامل. فملاحظة محادثة عفوية بين شخصين أو أكثر تبرز مدى صعوبة رسم الحدود بين ما هو لفظي وما هو غير لفظي. ولعلّ هذا ما دفع بعض الباحثين إلى انتقاد هذا الفصل. فهذا “كيندون” (Kenden.A 1972) يقول: “لا معنى للحديث عن التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي. هناك التواصل وحسب.” كما يذهب “ستريك وكناب” (Streek and Knapp 1992) إلى أن هذا التصنيف إلى لفظي وغير لفظي “مضلل وباطل”[4]. على أن معظم الباحثين يتبنّون هذا التمييز، ويبرّرون ذلك بصعوبة مقاربة التواصل في كلّيته وشموليته، نظرا لكثرة الأنساق التي تشتغل فيه بشكل متزامن ومتشابك، بحيث يتعذّر الإمساك بها دفعة واحدة. كما أنّ النوعين لا يوظّفان نفس الأنساق العلامية، ولا يخضعان لنفس القواعد والقوانين. ثمّ إنّه من المفيد التمييز بينهما لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار الجدل القائم بين الباحثين حول رسم الحدود القائمة بينهما. فإذا كان بعضهم يرى أنّ التواصل اللفظي يستعمل الألفاظ، والتواصل غير اللفظي يتوسّل بما دونها، يذهب آخرون إلى أنّ هذا التحديد بالغ العمومية، ويعدم الدقة، ولا يساعد من ثمّة على فهم الخصائص التي تميز كلا منهما. ماذا نقول عن طريقة “براي” التي تستعمل علامات مرتبطة باللمس؟ وماذا عن لغة الإشارات الخاصة بالصم البكم؟ فالرسالة في هذين المثالين تظلّ لفظية حتى وإن كانت لا تستعمل قناة صوتية.[5]

من بين الفروق بين التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي، نذكر:

-الفرق الأول هو أنّ التواصل اللفظي رقمي (digital) بينما التواصل غير اللفظي تماثلي (analogique). المقصود بكون الأوّل رقميا هو أنّه قابل لأن يُقطّع إلى وحدات متفاصلة، مكوّنة بدورها من وحدات أصغر، ومن ثمّة يقتضي فهم الرسالة أخذ هذه الوحدات وقواعد تأليفها بعين الاعتبار. أمّا التواصل التماثلي، فتدرك فيه الرسالة دفعة واحدة، من قبيل أنّ معنى الابتسامة باعتبارها دالة على الفرح لا يقتضي تقطيعها إلى وحدات أصغر.

-عندما نتواصل بالألفاظ فإنّنا نستعمل قناة واحدة هي السمع (شفويا) أو البصر (كتابيا)، لكن التواصل غير اللفظي يستعمل مزيجا من العلامات التي تُنقل عبر قنوات متعدّدة ومتباينة بشكل آني أحيانا: السمع، البصر، الشمّ، الذوق، اللمس.

-ويرتبط بالفرق السابق فرق آخر يتجّلى في أنّ التواصل اللفظي خطيٌّ، أيّ أنّ مكوناته متتابعة في الزمن، مما يجعل للرسالة بداية ونهاية. والمتلقي يتبع خطية الخطاب لكي يفهم المعنى بخلاف التواصل غير اللفظي الذي ينهض على دفق مسترسل من الرسائل والعلامات. فاللباس إن كان يدل على شيء مثلا، فإنه يدل عليه بلا انقطاع.

-يستعمل التواصل اللفظي عموماً بشكل واع ومقصود؛ إذ لا يتحدث المتكلّم في العادة (وهذا ما يصرّ عليه الآباء والمربّون) إلا بعد أن يفكّر، وبذلك فهو قادر على التحكّم فيما يصدر عنه من رسائل لفظية، يستطيع توجيهها على نحو إرادي لتحقيق مقاصد معينة. كما أنّها تكون موجّهة لمرسَل إليه مخصوص، بخلاف الرسائل غير اللفظية التي تكون في الغالب عفوية ولا واعية أحيانا. صحيح أنّ بعض السلوكات غير اللفظية يمكن أن تكون مقصودة (كاصطناع التثاؤب مثلا للإيحاء بالتعب والرغبة في النوم قصد تبرير الانصراف من مجلس من المجالس…) إلا أنّ معظم السلوكات التواصلية غير اللفظية تبقى لا واعية. ولعلّ هذا ما يجعل الناس يعتمدونها في أحكامهم على الآخرين أكثر من اعتماد الرسائل اللفظية. فالرسائل غير اللفظية تحظى بمصداقية أكبر لأن الإنسان قليلا ما يستطيع تكلّفها والتعمّل فيها.

-ما يميز التواصل اللفظي هو أنه قادر على تجاوز الزمان والمكان. فالإنسان يستطيع استحضار شعور عاشه في الماضي أو لم يعشه البتة، وأن (يتخيّله) بواسطة الألفاظ، لكنّه لا يستطيع ذلك بواسطة التواصل غير اللفظي. ذلك أنّ التواصل غير اللفظي لصيق بالآن هنا.

-إذا كانت بعض مظاهر التواصل غير اللفظي مشتركة بين ثقافات عديدة وأمم متباعدة، فالتواصل اللفظي نسبيٌّ، يختلف باختلاف اللغات والثقافات.

3-لماذا الاهتمام بالتواصل غير اللفظي؟

هناك أربعة أسباب على الأقل تدعو إلى الاهتمام بالتواصل غير اللفظي: أوّلها، ولعلّه الأهمّ، هو أنّ التواصل غير اللفظي –بخلاف ما هو شائع- ينقل أكبر قدر من المعلومات أثناء التواصل في الوضعيات الاجتماعية. فقد بيّنت التجارب التي أجراها “مهرابيان” (Albert Mehrabian) منذ ستينيات القرن الماضي أنّ نسبة المعلومات التي ينقلها النسق اللفظي لا تتجاوز 7%، بينما تنقل الأنساق غير اللفظية 93% من مجموع المعلومات المنقولة[6].

وإذا كان التواصل اللفظي يتمّ عن طريق المحادثة أو الكتابة، ويتمّ بشكل متقطع، إذ يتخلله الصمت، فإن التواصل غير اللفظي يستخدم أنساقا متعددة، يشتغل بعضها بشكل مستمر ومتواصل (هيئة الجسد أو اللباس مثلا)، متعاونة أو متناوبة. ولعلّ هذا ما جعل مؤسس مدرسة بالو ألطو· الأمريكية يقول: “يستحيل على الإنسان ألا يتواصل “[7].

وممّا يدل على أهمية التواصل غير اللفظي أيضا هو أنّ الناس حين يلاحظون تناقضا أو تضاربا بين ما تنقله اللغة وما تنقله الأنساق غير اللفظية، يميلون في الغالب إلى ترجيح كفّة الأنساق غير اللفظية، لعلمهم أن الإنسان يستعمل النسق اللفظي عن وعي، ويتحكم فيما يصدر عنه من رسائل لسانية، بخلاف الرسائل غير اللفظية. والواقع أن الباحثين ميّزوا في الأنساق غير اللفظية بين تلك التي تخرج عن إرادة المرسل ومراقبته، شأن الانعكاسات الشرطية وردود الأفعال الخارجة عن السيطرة (كالشحوب عند الخوف، والاحمرار عند الخجل…)، ثمّ تلك التي يستطيع التحكم فيها، لكنّه لا يفعل بسبب عدم وعيه بها أو عدم انتباهه إليها (شأن رفع الصوت عند الغضب).

هذا الاختلاف في القدرة على التحكم في الرسائل اللفظية وغير اللفظية هو ما يمنحها مصداقية أكبر في الدلالة على مزاج الشخص وحالته الشعورية، بل مدى صدقه فيما يقول (لهذا تلجأ بعض أجهزة الأمن في دول كالولايات المتحدة الأمريكية للاستعانة بخبراء التواصل غير اللفظي في تكوين محقّقيها وجعلهم قادرين على كشف كذب المجرمين.)

السبب الثالث الذي يدعو إلى الاهتمام بالتواصل غير اللفظي هو أنّه أصدق في التعبير عن الانفعالات والمشاعر. ذلك أنّ الانفعالات الشديدة كثيرا ما تتجلى في سلوكات غير لفظية بالغة الظهور كالبكاء والعويل في حال الألم أو الحزن الشديد، والارتعاش في حال الهلع، والابتسام تعبيراً عن الرضا والفرح، والاحمرار تعبيراً عن الغضب الشديد أو الخجل…

يضاف إلى ما سلف أنّ التواصل اللفظي يظل ناقصا، بل قاصراً أحيانا من دون السلوكات غير اللفظية. فهي تعزّز دلالته، وتوضّحها أو تخصصها وتوجّه تأويلها. فقد يستعمل المتكلم تعابير وجهه ونبرة صوته ليضفي على مضمون رسالته مسحة ساخرة أو جادة أو هازئة… وهذا هو ما يجعل الناس لا يقنعون في الغالب بالتواصل الهاتفي، ويفضلون عليه التواصل المباشر.

4-الدراسة العلمية للتواصل غير اللفظي:

تنبغي الإشارة بادئ ذي بدء إلى أنّه لا توجد نظرية عامة واحدة خاصة بالتواصل غير اللفظي، ولا مبحث علمي وحيد ينفرد بدراسته، بل هو يقع في ملتقى كثير من العلوم والتخصصات كالبيولوجيا والسيكولوجيا والأنثربولوجيا وعلم الاجتماع والسيميائيات…

كان علم الأحياء سباقا إلى الاهتمام بالسلوكات غير اللفظية، وذلك منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر لمّا نشر تشارلز داروين كتابه الشهير حول “التعبير عن الانفعالات عند الإنسان والحيوان” سنة 1872. وهو بحث وصف فيه الأصول البيولوجية الفطرية للسلوكات غير اللفظية.

انطلق داروين من السؤال الآتي: لماذا يعبّر وجه الإنسان عن الانفعالات بالنحو المعروف اليوم؟ لماذا يجعّد أنفه عند الشعور بالامتعاض، ويصكّ أسنانه وتضيق عيناه عند الغضب؟ لماذا تتسع حدقتاه عند الخوف؟ يجيب داروين بأنّ الإنسان ورث هذه السلوكات غير اللفظية عن مرحلة من مراحل تطوره كانت تلعب فيها وظائف مباشرة ومحدّدة. فصك الأسنان مثلا تطور عن التكشير الذي يعلن لدى بعض الحيوانات المفترسة عن استعدادها للهجوم، وتجعيد الأنف موروث عن الحركات التي كان يقوم بها الإنسان للتخفيف من وقع الروائح الكريهة، وهكذا ودواليك. لكن لماذا استمرت تعابير الوجه هذه، والتي كانت تعبر عن سلوكات وظيفية، في الوجود رغم اختفاء تلك الوظائف؟ لماذا ما يزال الناس يشدّون أسنانهم عند الغضب، رغم أن العضّ لم يعد جانبا من سلوكهم العدواني؟ لماذا يجعدون أنوفهم تقزّزا من صورة مثلا رغم أنها بلا رائحة؟ يرى داروين أنّ تلك السلوكات اكتسبت وظائف جديدة خلال مسيرة تطور النوع البشري، وهذه الوظيفة هي التواصل: أيّ إعلام الآخرين بالمشاعر الداخلية الدفينة، ونُسيَت بذلك وظيفتها الأصلية.[8]

لقد شكلت ملاحظات داروين أرضية انطلق منها علماء النفس لدراسة التوصل غير اللفظي. هكذا ظهرت دراسات كثيرة منذ منتصف القرن العشرين ركّزت بالأساس على مصادر العلامات غير اللفظية كالوجه وحركة العينين والإيماء ووضع الجسد واستعمال الفضاء البيشخصي… وصيغت لكلّ منها تقنيات خاصة لتشفيرها وتوصيفها. كما نصّ علماء النفس، ولاسيما التجريبيون والسلوكيون منهم، على أن السلوك غير اللفظي ينبغي أن يدرس في محيطه الطبيعي، وأن تكون ملاحظته ميدانية بحيث يفضي وصفه إلى تجميع ذخيرة متكاملة تشمل كلّ وحدات السلوك التي تظهر في مختلف الوضعيات التواصلية. ونصّوا كذلك على ضرورة وصف تلك الوحدات بالنظر إلى العوامل التي تحدثها وكذا تأثيرها على سلوك المتلقي.

ولا تقف هذه المقاربة عند وصف السلوك، بل تتعدّاه إلى البحث عن معناه بالنظر إلى مجموعة من المتغيرات كالشخصية والعمليات السيكولوجية المرتبطة بإنتاج الخطاب والتفاعل البيشخصي.[9]

أمّا السوسيولوجيا فصبّت اهتمامها على معرفة الكيفية التي ينسب بها الناس دلالة محدّدة لسلوك غير لفظي معيّن (الابتسامة مثلا) في وضعيات مخصوصة. هكذا ركّز علماء الاجتماع على دراسة الكيفية التي يشتغل بها السلوك غير اللفظي على المستوى الاجتماعي والثقافي، وعلى الطريقة التي يكتسب بها دلالته، وكذا على كيفية اكتساب الإنسان لذلك السلوك.

كما ركزت المقاربة السوسيولوجية في دراستها للسلوك غير اللفظي في الحياة اليومية على دور التفاعل الإنساني في صياغة الرسالة واستقبالها وتأويلها. ومن ثمّة فإنها أوْلت الثقافة والانتماء الطبقي والدين والجنس… أهمية بالغة في إنجاز السلوك ودلالته.

ولعلّ ما يميز المقاربة الاجتماعية عن المقاربة السيكولوجية هو ذهاب الأولى إلى أنّ السلوك غير اللفظي سلوك ثقافي يكتسب بالتعلم من خلال المشاركة في الحياة الاجتماعية، ومن ثمّة تختلف دلالته من ثقافة لأخرى ومن عصر لعصر. فالثقافات تختلف عن بعضها بعضا في استعمال هذه السلوكات وفي دلالاتها، وهو ما يفسر تعذّر التواصل أحيانا بين شخصين ينتميان لثقافتين متباينتين.

وقصارى القول فإن الإبدال السوسيولوجي يقوم على مبدأين عامين هما: 1-معظم السلوكات غير اللفظية مكتسبة وليست فطرية؛ 2-معظم هذه السلوكات لا تملك دلالة محايثة وطبيعية، بل هي نتاج المواضعة والاتفاق. وقد لقي هذان المبدآن رواجا واسعا في مجال دراسة التواصل الإنساني.[10]

وقد اهتمت السيميائيات أيضا بهذا الحقل، وقاربته من منظورها، أي باعتبار العلامات التي تندرج فيه تؤلف أنساقا علامية مكونة من عناصر منظمة، تحكمها قواعد وقوانين محددة. وميزت فيها بين مستويات متراتبة. وقد استندت الدراسات التي تبنت هذه المقاربة على إنجازات اللسانيات، واستعارت منها بعض مفاهيمها وإجراءاتها المنهجية. فقد سعى بوردويستيل (R.Birdwhistell) مثلا في كتابه “مدخل إلى الكينزياء” (1952) إلى الكشف عن عناصر “اللغة الإيمائية”، ومستويات تمفصلها، ووحدات كل مستوى، والقواعد التي تحكم تركيبها، والعلاقات بينها…

ولم تسجن السيميائيات نفسها في مقاربة ظاهرة التواصل غير اللفظي في النموذج اللساني، بل انفتحت على علوم وتخصصات مجاورة كالأنثربولوجيا والإثنولوجيا والبيولوجيا… وكان من نتيجة هذا التلاقح أن ارتاد البحث السيميائي مناطق كانت ما تزال بكرا مثلما هو الشأن بالنسبة لدراسة استعمالات الفضاء للأغراض التواصلية أو البوكسيميك مع إدوارد هال (E.Hall).

5-التواصل غير اللفظي في المجال البيداغوجي: أهميته بالنسبة للمدرس والمتعلم

إذا كانت السيميائيات قد توخّت الكشف عن قواعد التواصل غير اللفظي، وضبط الإواليات التي تتحكم فيه، فإن علوم التربية التفتت إليه في الآونة الأخيرة باعتباره أداة بيداغوجية فعالة يمكن أن يفيد منها المدرس. فممّا لا شك فيه أنّ التواصل يشكل عماد الممارسة التعليمية. على أنّ العادة جرت باختزال التواصل التربوي في جانبه اللفظي، وإغفال الجانب غير اللفظي على أهميته. فما المزايا التي يمكن أن يجنيها المدرّس من معرفة قواعد التواصل غير اللفظي وتوظيفاته؟

لعلّ ما يميز التواصل في المجال البيداغوجي هو أنه يتم بين شخص راشد، هو المدرس، ومتعلمين قاصرين في الغالب، إمّا فرادى، عندما يتوجه إلى متعلّم مخصوص، أو جماعة، عندما يتوجه إلى جماعة الفصل. ثمّ إن هذا التواصل منظم بعناية، ومسيّج بضوابط مؤسسية، وموجّه لتحقيق أهداف تعليمية وتربوية. وغالبا ما تتجلّى هذه الأهداف في إحداث تغييرات في جانب من جوانب شخصية المتعلّم المعرفية أو الوجدانية أو الحسية الحركية أو هي مجتمعة.

يمكن أن يفيد فهم السلوك غير اللفظي المدرّسَ في ممارساته الصفية من ثلاثة وجوه على الأقل: 1-تعزيز الروابط العاطفية والوجدانية بينه وبين المتعلمين؛ 2-تعزيز التعلمات المعرفية والمهارية؛ 3- مساعدته على تدبير الفصل بالشكل الأمثل.

ففيما يتعلق بالجانب الأول، معلوم أن المدرس الفعال والبارع هو من يخلق في الفصل الدراسي بيئة آمنة، يطبعها جوّ تربوي مناسب ومريح، يشعر فيه المتعلمون بالطمأنينة والثقة في مدرسهم وفي أنفسهم. وهي ثقة تسمح لهم بالمشاركة والتفاعل الإيجابي مع موضوع التعلمات.

إنّ الفعل التواصلي الذي يجمع بين المدرس والمتعلم في الفصل الدراسي هو عملية تفاعلية بالأساس، ومن ثمّة يأخذ كلا منهما بعين الاعتبار أثناء التواصل ما يصدر عن الآخر من علامات، ويكيّف معها سلوكه بشكل آني. فإذا لم يكن المدرس واعيا بما يصدر عنه من رسائل غير لفظية (من خلال أوضاعه الجسدية وتعابير وجهه وإيمائه…) فقد يبعث برسائل تناقض ما ينطق به، فيزعزع بذلك ثقة المتعلمين في مصداقية كلامه، مما قد يعيق تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية التي ينشدها.

وقد بينت الأبحاث أنّ المتعلم، لاسيما في الأطوار الدراسية الدنيا، يستجيب بالمقام الأوّل للأنساق التواصلية الجسدية التي يستعملها المدرس، وبذلك يتوقف نجاحه في إثارة انتباهه وتعزيز حافزيته للتعلم على حسن استعماله لتلك الأنساق.[11]

وفيما يتعلق بالجانب الثاني، أيّ دور السلوك غير اللفظي في تعزيز مكتسبات المتعلمين المعرفية، فقد ذهب ميهرابيان (Mehrabian 1971) إلى أنّ ما يستعمله المدرّس من إيماءات وحركات وإشارات في الفصل الدراسي لا يعزز المواقف الإيجابية لدى تلامذته ويرفع من حافزيتهم فحسب، بل يؤثر كذلك على نتائجهم الدراسية.[12] ذلك أنّ من وظائف الرسائل غير اللفظية توضيح الخطاب اللفظي، وجعله أكثر جلاء وبروزا، ممّا يساعد التلاميذ على الاستيعاب والفهم.

معلوم أنّ قدرة التلاميذ على فهم علامات التواصل غير اللفظي أكبر من قدرتهم على فهم التواصل اللفظي، لاسيما في المراحل الدراسية الدنيا. ومردّ ذلك إلى أنّ الطفل يتعلّم التواصل عبر الشفرات غير اللفظية قبل اكتساب اللغة بكثير. فالرضيع يشرع في إدراك تعابير وجه أمّه منذ سنّ مبكرة، أثناء الرضاعة، ثمّ تتطور هذه القدرة شيئا فشيئا مع تقدمه في السنّ من خلال ملاحظة المحيطين به، ومحاكاتهم. لذلك فإن الأستاذ البارع هو الذي يحسن استعمال هذا الضرب من التواصل في تسهيل عملية الاكتساب، ومساعدة التلاميذ على النمو النفسي والمعرفي.

أمّا بخصوص دور السلوك غير اللفظي في تدبير الفصل، فمما لا شك فيه أن هذا التدبير يعدّ رهانا بالغ الأهمية في ممارسة مهنة التدريس. وهو يقوم على إيجاد نوع بين التوازن بين التحديات والحاجيات. وللقيام بهذه المهمة، يتعيّن على المدرس استعمال معارفه ومهاراته، وتوظيف الأدوات والاستراتيجيات المناسبة للتدخل. ولعلّ أبرز هذه الأدوات والاستراتيجيات هي الإفادة من السلوكات والأنساق غير اللفظية. من ذلك مثلا حسن استغلال فضاء الفصل الدراسي، وتدبير المسافات بينه وبين المتعلمين، ثمّ بين المتعلمين أنفسهم. ومنها أيضا الاستعانة بالأنساق غير اللفظية الجسدية في ممارسة السلطة التربوية. وبخصوص هذا الأمر، فإنّ لكلّ ما يقوم به المدرس من سلوكات وتصرفات وقعا على دينامية جماعة الفصل. فأبسط دعوة للانضباط، أو استعمال النظر أو الصوت بطريقة حازمة، أو الاقتراب من التلاميذ أو الصمت أو تحريك الرأس دلالة على الإيجاب أو السلب، الثناء أو الشجب، كلّها أدوات ناجعة للتدخل في معظم الوضعيات المرتبطة بتدبير الفصل. لكنّها إن استعملت بطريقة غير مناسبة، فقد تبعث برسائل يكون لها وقع سلبي على سلوك التلاميذ وردود أفعالهم.

لا يستفيد المدرس اليقظ مما يبعث من رسائل غير لفظية فحسب، بل يستفيد أيضا مما يتلقّاه من رسائل غير لفظية –واعية أو غير واعية- من التلاميذ. ففهم تلك الرسائل وقدرته على تأويلها يعدّ من صميم الكفايات التواصلية التي ينبغي أن تتوفّر له. ذلك أنّها تزوده بمعلومات مفيدة حول فهم التلاميذ للمادة الدراسية، ومدى تفاعلهم مع توجيهاته، وكذا إحساسه بدرجة صعوبة المهام المطلوبة، وحاجة المتعلمين للمساعدة، ومدى حافزيتهم وانخراطهم في العمل…

إنّ الانتباه لعلامات التواصل غير اللفظي وحسن تأويلها يساعد على فهم حاجات المتعلمين ومشاعرهم ومواقفهم، ومن ثمّة يساعد على التفاعل الإيجابي معهم. وإذا كان الأمر كذلك فالمدرس أحوج ما يكون لهذه الكفاية التواصلية، بل هو يحتاج أيضا إلى تعزيزها لدى المتعلمين.[13]

إنّ المدرس البارع حسب “ميلر” هو: “من يحسن الاستماع، ليس للكلمات وحدها، بل أيضا للرسائل الخفية التي تدل على الموافقة أو الرفض، الانتباه أو الشرود، الاهتمام أو الملل، وأيضا على رغبة التلميذ في أن يُستَمَع إليه.”[14] لكن كيف السبيل للبلوغ بالمدرس إلى هذا المستوى؟

6-التعبير غير اللفظي وبرامج تكوين المدرسين:

لقد صارت مهنة التدريس، وأكثر من أي وقت مضى، مهنة قائمة على التواصل، ومن ثمة غدا من الضروري أن يمتلك المدرس جملة من الكفايات التواصلية، لأنّ القدرة على التواصل تعدّ من الآليات الأساسية في تحفيز المتعلمين وتدبير الفصل. لعلّ هذا هو ما جعل مؤسسات ومعاهد تكوين المدرسين تحرص على تمكينهم من هذه الكفاية، وتعمل على تعزيزها وتنميتها. لكنّها لا تنظر للأسف للتواصل في شموليته، بل تقصره على الجانب اللفظي، في شقيه الشفهي والكتابي، مغفلة بذلك مكوناته غير اللفظية.

إنّ مقارنة بسيطة بين الممارسة الصفية لمدرس مبتدئ وممارسة مدرّس محنك تكشف عن بون شاسع بينهما في الإفادة من أنساق التواصل غير اللفظي كالحركة والإيماء وتعابير الوجه وتلوينات الصوت… وهو ما يظهر أثره جليا على أداء كلّ منهما، وعلى حافزية المتعلمين وتفاعلهم مع التعلمات.

من المؤكد أنّ معظم الأساتذة المتمرّسين -عندنا على الأقل- لم يتلقوا تدريبا في مجال التواصل غير اللفظي، لكنّهم خبروه بالحدس من خلال الممارسة الميدانية والتجربة والخطأ. وفي غضون السنوات التي كانوا يتعلمون فيها ويشحذون خبرتهم، لا شكّ في أنّ ممارستهم الصفية كانت ستكون أجود وأكثر فعالية لو أنهم أصابوا تكوينا مناسبا في هذا الجانب من التواصل الخفي.

صحيح أن بعض مؤسسات تكوين المدرسين انتبهت إلى أهمية التواصل غير اللفظي من خلال تبنيها لما يسمى بالتعليم المصغر[15]، لكن تناول التعبير غير اللفظي في هذا النوع  من التدريبات لا يرد إلا عرضا.

لقد حقق البحث في مجال التواصل غير اللفظي في المجال التربوي، لاسيما باللغتين الإنجليزية والفرنسية، تراكما لا بأس به، ومن ثمّة ينبغي أن تعرف نتائجه طريقها إلى مؤسسات تكوين المدرسين في البلاد العربية، ليتّخذ التكوين بذلك مظهرين متكاملين: تحسيس نظري بأهمية هذا النوع من التواصل وخصوصيته وميكانيزماته، ثمّ تدريب عملي ميداني أو مخبري (بواسطة التعليم المصغر)، يسمح للمتدربين بتطبيق ما لقنوه نظريا من جهة، وإلقاء نظرة نقدية ومتبصرة على ممارستهم غير اللفظية في الفصل، من جهة ثانية.

وبالجملة فإن تدريب المدرسين المبتدئين على المهارات غير اللفظية يمكن أن يفيدهم من جانبين أساسيين: التغذية الراجعة وتطوير الأداء المهني. ففيما يتعلق بالتغذية الراجعة، يفيد التدريب في تنبيه المدرّس للمظاهر التي عليه تغييرها في سلوكه المهني غير اللفظي. أمّا فيما يتعلق بتطوير الممارسة، فإن المدرس يكتسب طرائق وتقنيات تواصلية غير لفظية تفيده في حسن التصرف والاستجابة لحاجيات المتعلمين المعرفية والوجدانية والحس-حركية في مختلف الوضعيات البيداغوجية، وكذا حسن تدبير التوترات والصراعات الناشئة في جماعة الفصل، عبر مراقبة سلوكه غير اللفظي وحسن توظيفه، والانتباه كذلك إلى سلوك المتعلمين وحسن تأويله.[16]

لقد آن الأوان لكي تدمج مؤسسات ومعاهد تكوين المدرسين في المغرب والعالم العربي التواصل غير اللفظي في برامجها ومناهجها التكوينية، وأن تقلع عن اختزال التوصل في جانبه اللفظي.

بيبليوغرافيا

Babad Elisabeth– Nonverbal behavior in education; in Handbook of methods in nonverbal behavior  research, Oxford University Press 2005.

Beebe, Steven A: The Role of Nonverbal Communication in Education: Research and Theoretical Perspectives, Paper presented at the Annual Meeting cf.the Speech Communication Association (66th,New York, NY, November 13-16, 1980).

– Brock E.Barry: Student nonverbal communication in the classroom: http://www.usma.edu/cfe/literature/barry_11.pdf

Calero Henry.H : The Power of nonverbal communication, Silver Lake Publishing, Los Angeles 2005.

David Lapakko: Communication is 93% Nonverbal: An Urban Legend Proliferates; in COMMUNICATION AND THEATER ASSOCIATION OF MINNESOTA JOURNAL, Volume 34, Summer 2007

Gregory Bateson  & Jurgen Ruesch: Communication & Société, Paris, Seuils 1988.

GUERRERO – LAURA K. – FARINELLI  LISA: The interplay of verbal and nonverbal codes; in  21st Century COMMUNICATION: A Reference Handboo-k- Volume 1 and2, Edited by William F. Eadie- SAGE Publications, 2009.  p.241/242.

GUERRERO – LAURA K. – KONY FLOYD : Non-verbal communication in close Relationship, Lawrence Elbaum associates Publishers, New Jersey 2006.

Harrigan, J.A., Rosenthal, R., & Scherer, K.R., The new handbook of methods in nonverbal  behavior  research, Oxford, Oxford University Press, 2005.

Marsollier Christophe : Créer une véritable relation pédagogique, Paris, Hachette éducation 2004.

Miller Patrik W. Brock E.Barry: Student nonverbal communication in the classroom: http://www.usma.edu/cfe/literature/barry_11.pdf

Okon.J.I : Role of non-verbal communication in education, Mediterranean Journal of social sciences, Vol .2, October2011.

Kauss Robert M., Yishsiu Chen and Purnima Chawla: Non verbal behavior and nonverbal communication : What do conversational hand gestures tell us ? in Advances in experimental social psychology, San Diego, CA: Academic Press.


* أستاذ ديداكتيك اللغة العربية والتواصل بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس/مكناس.

[1] – Christophe Marsollier : Créer une véritable relation pédagogique, Paris, Hachette éducation 2004, p.93

[2]-Laura K Guerrero- Kony Floyd : Non-verbal communication in close Relationship, Lawrence Elbaum associates Publishers, New Jersey 2006, p.10.

[3]-Ibid-p.11.

[4] –أخذا عن:

Stanley E. Jones and Curtis D. Le Baron : Research on the Relationship Between Verbal and Nonverbal Communication: Emerging Integrations- in Journal of Communication Volume 52, Issue 3,September 2002, p.50

[5] -Laura K Guerrero- Iisa Farinelli: The interplay of verbal and nonverbal codes; in  21st Century COMMUNICATION: A Reference Handbook, Volume 1 and 2, Edited by William F. Eadie- SAGE Publications, 2009.  p.241/242.

[6] – David Lapakko: Communication is 93% Nonverbal: An Urban Legend Proliferates; in. COMMUNICATION AND THEATER ASSOCIATION OF MINNESOTA JOURNAL, Volume 34, Summer 2007- p.7.

 · تيار فكري وعلمي نشأ في مدينة بالو آلطو في بداية الخمسينيات من القرن الفارط بكاليفورنيا، وتسمّى باسمها. عرف رواده بأبحاثهم الجادة في مجال السيكولوجيا والسيكوسوسيولوجيا وعلوم الإعلام والتواصل. أسسه غريغوري باتيسون بمعية علماء أمثال: دونالد جاكسون (Donald D. Jackson) وجون ويكلاند (John Weakland) وجاي هالي (Jay Haley) وريشارد فيش (Richard Fisch) وويليام فراي (William Fry) وبول فاتزلافيك (Paul Watzlawick) وغيرهم.

[7] Gregory Bateson- Jurgen Ruesh : Communication & Société, Paris, Seuils 1988, p.20.

[8]-Robert M.Kauss, Yishsiu Chen and Purnima  Chawla: Non verbal behavior and nonverbal communication : What do conversational hand gestures tell us ? In Advances in experimental social psychology, Diego, CA: Academic Press .p. 389

[9]  -انظر بهذا الشأن:

Harrigan, J.A., Rosenthal, R., & Scherer, K.R., The new handbook of methods in nonverbal behavior research, Oxford, Oxford University Press, 2005.

[10] -Lawa K.Guerrero- Kony Floyd : Non-verbal communication in close Relationship, op-cit, p.34.

[11]-J.I.Okon : Role of non-verbal communication in education, Mediterranean Journal of social sciences, Vol 2, October2011,  p.36

[12]-Beebe, Steven A:The Role of Nonverbal Communication in Education: Research and Theoretical Perspectives; Paper presented at the Annual Meeting cf.the Speech Communication Association (66th,New York, NY, November 13-16, 1980), p.6.

[13]-Henry H.Calero : The Power of nonverbal communication, Silver Lake Publishing, Los Angeles 2005, p.5.

[14] – أخذا عن:

Patrik W.Miller Brock E.Barry: Student nonverbal communication in the classroom: http://www.usma.edu/cfe/literature/barry_11.pdf

[15] – ضرب من تدريب المدرسين ظهر في الولايات المتحدة في عقد الستينيات من القرن الماضي على يد دوايت ألين (Dwight Allen) من جامعة ستانفورد، ثم انتشر بعد ذلك في العديد من الدول. وهي تقنية تقوم على تصوير ممارسة المدرسين أثناء التدريب، ثم مواجهتهم بصورتهم قصد اكتشاف الجوانب السلبية في أدائهم، والوعي بها لتجاوزها.